تحلم بلقاء سوزان مبارك.. والعودة الدائمة لـ"المنوفية"
ملكة جمال العرب فى إسرائيل تروى مأساتها لليوم السابع: "التعليم" رفضت
دراستى بمصر.. وأشكر "الداخلية" على "الرقم القومى"
السبت، 8 أغسطس 2009 - 13:46
نانا.. ابنة المنوفية وملكة جمال العرب فى إسرائيل
حاورها أحمد فارس
نجلاء سليمان أو "نانا"، فتاة مصرية، لأم فلسطينية من (عرب 48) قد لا تسمع عنها، أو تعرفها.. ولكنها ملكة جمال العرب فى إسرائيل.. وهى أيضاً نموذج يجسد مأساة المصريين هناك، وما يلاحقهم من تهم خيانة وعمالة وغيرها.
لا يتجاوز عمرها الـ17 ربيعاً، لكنها تتمتع بعقل يعى- بحكم الظروف- الكثير، ويؤمن بمبادئ وأهداف ربما تفوق سنها.
اليوم السابع التقى نجلاء، ابنة محافظة المنوفية، مركز الباجور، خلال زيارتها لمصر، حيث قررت الاستقرار فى وطنها الأم، لكنها فوجئت بمسئولى وزارة التربية والتعليم يرفضون قبولها فى الجامعات المصرية، رغم استخراجها بطاقة "رقم قومى".. كما كشفت خلال الحوار عن تفاصيل لقائها بالرئيس الفلسطينى محمود عباس، والملكة رانيا، كريمة العاهل الأردنى عبد الله الثانى.. وغير ذلك من التفاصيل فإلى نص الحوار:
من المنوفية إلى إسرائيل.. كيف كانت الرحلة، وما قصة حصولك على لقب ملكة جمال العرب هناك؟
منذ صغرى وأنا أعشق الموضة والجمال وعروض الأزياء، وكان أول ظهور لى على شاشات التليفزيون المصرى والسعودى قبل أن أتم عامى الأول من خلال إعلانات للشامبو والبامبرز، وهذا قبل مغادرتى لمصر، حيث إننى ولدت فى مصر بمحافظة المنوفية، مركز الباجور ولم أسافر إلى إسرائيل إلا بعد بلوغى سن الخامسة نظراً لظروف عمل والدتى المحامية الفلسطينية العربية "عرب 48" فذهبت الأسرة إلى إسرائيل ومكثنا فى بلدة علين بالناصرة فى المنطقة العربية التى يقطنها العرب وتمتلئ بالكنائس والمساجد.
وعمل والدى مدير حسابات فى مصنع حديد التسليح الخاص برجل الأعمال الفلسطينى أنور سكران، وبفضل تشجيع والدى لمواهبى وثقته فى حصولى على اللقب، عندما تم الإعلان عن المسابقة الرسمية السنوية التى تنظمها مجلة "كل العرب" بمدينة الناصرة لاختيار ملكة جمال العرب فى إسرائيل والتى تقام تحت رعاية وزارة الثقافة الإسرائيلية، وتشترط ألا يقل العمر عن 16 عاماً، فبمجرد بلوغى السن والإعلان عن المسابقة التى تهتم بها كل الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، قام والدى بإرسال السيرة الذاتية مع صور خاصة بى، ومن العجب أن أحد الشروط التى يتم على ضوئها المشاركة فى المسابقة إجراء مقابلة مع المتسابقة، وأنا الوحيدة التى تم قبولها بمجرد رؤية الصور وقاموا على الفور بالاتصال بى للمشاركة فى المسابقة، وكانت هناك منافسة شراسة للحصول على اللقب.
يتردد بأن هناك تجاوزات وتحرشات فى مسابقات الجمال.. هل تعرضتِ لمثل هذه الأفعال؟
لا.. حيث كان والدى يلازمنى كالظل منذ بداية التدريبات التى استمرت لأكثر من 6 أشهر بداية من المشي، والوقوف أمام الكاميرا والجمهور وغيره.
هل تعرضت لمشاكل فى المسابقة.. خصوصاً وأن لجنة التحكيم من قبل وزارة الثقافة الإسرائيلية؟
تعرضت لعنصرية من قبل رئيس لجنة التحكيم وهى رئيسة الكنيست السابقة بنيناروز نبلوم، حيث تتكون لجنة التحكيم من 5 أعضاء عرب و6 يهود، الأعضاء العشرة أصواتهم تمثل 50% ورئيس اللجنة 50% ، والجميع كان يرشحنى للقب حتى تم الإعلان على حصولى على اللقب أمام مرأى ومسمع الجميع ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الخبر وقامت على الفور القناة العاشرة باستضافتى على الهواء مباشرة، ولكن حدث أمر عنصرى بعدما نما إلى علم رئيسة اللجنة بأن والدى مصرى ولا يحمل سوى الجنسية المصرية، فاعترضت وقامت بسحب الجائزة ومنحها للوصيفة الأولى، وقالت لى والعنصرية تملأ وجهها أنت مصرية ولا يحق لك تمثيل العرب فى إسرائيل وقالت "عاوزة عرب إسرائيل وليس مصرية"، وحدث هذا أمام الإعلام والجمهور ولكن هذا الأمر أسعدنى وقمت بالرد بأعلى صوتى بأننى أفتخر بأنى مصرية وأن مصر فوق الجميع، ورفرفت أعلام مصر فى القاعة وبدأ الجمهور بالغناء أنا مصرى وأبويا مصرى الأمر الذى أسعدنى بشدة، ولم أحزن بسحب اللقب.
ماذا فعلت لاستعادة اللقب؟
أولاً كنت الوحيدة التى يشجعها أغلبية الجمهور، وكان ما يبهجنى مساندة وتشجيع القنصل المصرى فى إسرائيل "عامر" الذى كان متواجدا فى الحفل وهنأنى وقال لى أنت لا تستحقين فقط ملكة جمال العرب فى إسرائيل بل ملكة جمال العالم بأسره، وترك جمهور المتسابقات الأخريات متسابقتهن وقاموا بمؤازرتى وتشجيعى وتهنئتى، وطالبنى الجمهور بتقديم طعن فى قرار رئيسة لجنة التحكيم فى وزارة الثقافة وبالفعل توجهت بطعن تم قبوله من خلال مساندة جميع أعضاء اللجنة وتم إعادة اللقب إلى مرة أخرى بعد أسبوع.
ما هى قيمة جوائز المسابقة، وهل ستخوضين المسابقة المقبلة؟
تقدر جائزة الملكة بـ30 ألف دولار.. هذا إلى جانب رحلات إلى الدول الأوروبية والأردن، أما بخصوص خوض المسابقة المقبلة لا يحق للمتسابقة سوى المشاركة مرة واحدة فقط.
هل هناك شخصيات بارزة عربية قامت بتكريمك؟
بعد الحرب على غزة قمت بافتتاح سوق تجارى فى جنين مع الرئيس الفلسطينى أبومازن وهنأنى بالحصول على اللقب وقال: رفعت رأس العرب، وهذا أسعدنى بشدة، كما أن الملكة رانيا ملكة الأردن دعتنى لزيارة الأردن لأنها تشجع المواهب، خاصة مواهب عرب 48، وقالت لى بعد التهنئة أنت فخر كل عربى فى الداخل وأن الأردن تفتح لك ذراعيها وبما أننى أعشق السيدة سوزان مبارك ويسعدنى رعايتها للمواهب والفتيات أتمنى لقاءها لأنها أم لكل المصريين وأنا مصرية.
بعد اللقب هل هناك عروض تمثيلية؟
انهالت على عروض للقيام بمسلسلات وأفلام إسرائيلية بمقابل مادى كبير من كبار المخرجين فى إسرائيل مثل هارون مزراحى والضو وكذلك عرضت إسرائيل أن أمثلها فى مسابقة ملكة جمال العالم، ولكنى رفضت لأننى لن أمثل سوى مصر، ولا أقوم بالتمثيل وعروض الأزياء سوى فى مصر وأتمنى أن أكون كالنجمة هند رستم لما أملكه من مقومات الجمال وموهبة التمثيل إلى جانب هوايتى للرقص الشرقى والإغراء، وخصوصاً بأنى رفضت تمثيل إسرائيل سواء فى مسابقة ملكة جمال إسرائيل دولياً أو غيره بما يفتح لى أبواب هوليود ولكن اعتزازى بمصريتى حالت دون ذلك.
لماذا قمت بالاشتراك فى المسابقة طالما أنك تعتزين بمصريتك؟
أنا قمت بالاشتراك فى مسابقة لجمال العرب وليس إسرائيل.
ما سبب الزيارة لمصر؟
مصر وطنى وأنا لست فى زيارة، ولكن هى عودة من السفر إلى مصر، ففى كل عام بعد إنهاء الدراسة أقوم بقضاء الإجازة الدراسية فى مصر وزيارة كل مكان بمصر وأعشق النيل والأهرامات وتراب مصر ويصطحبنى والدى سنوياً لزيارة بانوراما أكتوبر ويحكى لى تاريخنا المجيد خاصة أن عمى مات شهيداً فى حرب 73 وهذا أكبر دليل على وطنيتنا.
ولكن الزيارة هذا العام كانت لاستخراج بطاقة الرقم القومى المصرى، وأشكر رجال الأمن المصرى لأنهم ساعدونى فى استخراج الرقم خاصة وزير الداخلية حبيب العادلى، وكنت أريد أن استكمل فرحتى بالبقاء نهائياً فى مصر وهو الأمر الثانى الذى رغبت فيه خلال عودتى، فبعد حصولى على الثانوية الإسرائيلية تخصص بيوتكنولوجى وهو أعلى مستوى فى الثانوى وحصلت عليه بدرجة امتياز وهو تمهيدى لدخول كلية الطب، ذهبت إلى جامعات مصر لقبولى ولكنهم رفضوا لمجرد حصولى على الثانوية من إسرائيل، مع أن كل دول العالم تقبل هذه الشهادة ومنها دول عربية مثل الأردن، إلا أن "المتعنتين فى بلدى"، وبيد هؤلاء قطعوا على طريق البقاء والعيش فى تراب وطنى، ولم شمل الأسرة فى مصر، ورغم ذهابنا إلى وزارة التربية والتعليم إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، الأمر الذى سيضطرنى للالتحاق بكلية الطب فى إسرائيل وهو أكثر شىء يغضبنى.
هل المناهج الإسرائيلية كان لها تأثير عليك؟
لم أتأثر بالمناهج الإسرائيلية فقد التحقت بالمدارس العربية منذ الروضة ولأن اللغة العبرية لغة رسمية درست العربية فى المراحل الأساسية ولكن درست كل المواد فى المرحلة الثانوية باللغة العبرية وكان مدرسى من عرب 48 وهناك مادة اسمها الميدانيات بها تغيير للواقع العربى ومحاولة طمس الهوية العربية وتزييف التاريخ، ولكن لأن والداى يقومان بمراجعة الدروس معى، فصححا هذه الأكاذيب، فالمفاهيم العربية لدى صحيحة، وأنا أعتز بلغتى العربية وأعرف عن كل شىء فى تاريخ مصر وحضارتها وأعتز بتقاليدى كفتاة عربية مصرية وأتمسك بها، كما أننى لا أشاهد سوى القنوات الفضائية العربية ولا أسمع إلا الأغانى العربية وأهتم بمتابعة كل مباريات كرة القدم، فأنا أهلاوية صميمة وأحب منتخب مصر وأدعو الله أن يوفقه للوصول إلى كأس العالم 2010.
ما هى نوعية الأفلام والأغانى التى تحبين الاستماع ومشاهدتها؟
أحب مشاهدة كل الأفلام العربية وبالأخص أفلام رشدى أباظة، فأنا أعشقه وكذلك ميرفت أمين وهند رستم ومنة شلبى، والأغانى العربية الأصيلة لأم كلثوم وأما فى المطربين حالياً فأنا استمع إلى كل أغانى عمرو دياب وتامر حسنى وهيفاء وهبى.
هل تتابعين مسلسلات رمضان.. وما أكثر النجوم والمسلسلات التى نالت إعجابك العام الماضى؟
فى رمضان أتابع باستمرار المسلسلات المصرية كلها ونال إعجابى مسلسل الدالى لنور الشريف ويتربى فى عزو ليحيى الفخرانى، فأنا حريصة على متابعة كل ما هو مصرى.
هل تعرضت لمضايقات من اليهود فى إسرائيل بما أنك ملكة جمال؟
كان يحدث معاكسات من قبل كثير من الشباب الإسرائيلى، ولكن تقاليدى وعاداتى المصرية تجعلنى لا أهتم بمثل هذا الأمر.
ما هى سمات فتى أحلامك؟
أحلم بالارتباط بشاب مصرى صعيدى فيه مواصفات الغيرة المقبولة والرجولة والحب والعقلانية وأن يكون الاحترام المتبادل هو ما يميزه ولا يهمنى أن يكون فقيرا أو غنياً، فقد تقدم لخطبتى بعد حصولى على اللقب والظهور على شاشات التليفزيون كثير من رجال الأعمال والسياسيين فى دول الخليج، ولكنى أرغب فى الزواج من أبناء طينتى شاب يمس قلبى حبه ويكون مصرياً.